جدل جديد حول الأهرامات.. زاهي حواس يصف ادعاءات راصد الزلازل بالخرافات

هاجم عالم الآثار المصري زاهي حواس، الثلاثاء، تصريحات راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، والتي ادعى فيها أن أهرامات الجيزة شُيّدت اعتمادًا على معارف فلكية متقدمة تتجاوز إمكانات المصريين القدماء، واصفًا تلك المزاعم بأنها «مجرد خرافات وتخريف لا يستند إلى أي علم».

وفي تصريحات خاصة لموقعي «العربية.نت» و**«الحدث.نت»**، شدد حواس على أن مثل هذه الادعاءات لا تهدف سوى لإثارة الجدل وحصد التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا غياب أي دليل علمي يدعمها. ودعا حواس راصد الزلازل الهولندي إلى تقديم براهين حقيقية بدل إطلاق الافتراضات.

كما وجّه نصيحة لهوغربيتس بالاطلاع على بردية «وادي الجرف»، التي توثق بشكل واضح كيفية بناء الهرم، وعمليات نقل الأحجار، إلى جانب مقابر العمال الذين شاركوا في تشييده، باعتبارها دليلاً تاريخيًا دامغًا على عبقرية المصريين القدماء في البناء والهندسة.

وأكد زاهي حواس أن هذه الطروحات لا تستند إلى أي أدلة علمية موثوقة، مشددًا على أن الأهرامات، بوصفها إحدى عجائب الدنيا السبع، جديرة بالاحترام القائم على البحث العلمي والحقائق الموثقة، لا على السعي وراء الشهرة أو إثارة الجدل. وأوضح أن هضبة الجيزة، بتكوينها الجيولوجي ومستوياتها الثلاثة، وفّرت أحجارًا مميزة استُخدمت في تشييد الأهرامات، وهو ما تدعمه شواهد علمية وأثرية دامغة.

وأضاف حواس أن مثل هذه الادعاءات غير العلمية مصيرها الزوال، مؤكدًا أنها ستنتهي إلى «مزبلة التاريخ» في مواجهة الكم الكبير من الأدلة والبراهين التي تثبت براعة المصريين القدماء في البناء والهندسة.

وعن التشكيك الدائم بشأن بناء الأهرامات، قال حواس إن الأهرامات من عجائب الدنيا السبع، وكلامهم وارءه الشهرة الزائفة، ولكن “أنا قاعد لهم بالمرصاد وأرد بالعلم والأدلة فقط”.

وعن كلام الباحث الهولندي وربطه بالهندسة قال حواس: “أريد منه فقط دليل علمي أو أثري أو دليل معماري أو دليل مكتوب، وإنما كل ما قاله عبارة عن خزعبلات وللأسف تم صنع ضجة حول الموضوع”، قائلاً: “كل هذا الكلام سيذهب إلى مزبلة التاريخ.. ونحن لدينا أدلة علمية وأثرية عن بناء الأهرامات لا نستطيع نسيانها”.

وأثار راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس جدلاً بتصريحاته حول بناء أهرامات الجيزة، مدعياً أنها بُنيت بمعرفة فلكية متقدمة تفوق قدرات المصريين القدماء، مستشهداً بمقارنات بين أحجام الكواكب وسرعة الضوء.

وأشار هوغربيتس إلى أن الأهرامات تقع في محاذاة دقيقة، وأن أحجارها الضخمة نُقلت عبر مئات الكيلومترات، متسائلاً عن كيفية تحقيق ذلك. وقدم مقارنات بين نسب أحجام الأهرامات ونسب أحجام الكواكب مثل الأرض والزهرة، معتبراً أن ذلك يتجاوز فهمنا.

وتساءل هوغربيتس عن كيفية معرفة المصريين القدماء بهذه المعلومات الفلكية، مؤكداً أنهم لم يكونوا على دراية بأحجام الكواكب والشمس. وتوقع أن تقدم اكتشافات مستقبلية منظوراً مختلفاً للأهرامات.

وطرح راصد الزلازل الهولندي عدة أسئلة، مؤكداً أن تلك الأسئلة ستستمر وربما “في المستقبل القريب ستكون هناك اكتشافات ستضع الأهرامات في منظور مختلف تماماً، وقد نتمكن من ربط بعض الخيوط”.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تروج فيها مثل هذه الادعاءات عن بناة الأهرامات، حيث أثار هذا الموضوع الكثير من الجدل على فترات تاريخية متتالية.

قد يعجبك ايضا