رحيل محمد هاشم يشعل تفاعلاً واسعًا في الأوساط الثقافية

أحدث رحيل الناشر المصري محمد هاشم، يوم الجمعة، تفاعلاً واسعًا في الأوساط الثقافية المصرية والعربية، حيث استعاد كثيرون حضوره المؤثر في مجال النشر المستقل ودوره في دعم أجيال من الكتّاب، إضافة إلى شبكة علاقاته الواسعة مع مثقفين وناشرين شكّلوا معه جزءًا مهمًا من المشهد الثقافي، في حين أعاد آخرون التذكير بحالة الجدل التي رافقته خلال سنواته الأخيرة.

وبرحيله عن عمر ناهز 67 عامًا، عاد اسم مؤسس دار ميريت للنشر إلى الواجهة بوصفه واحدًا من أبرز ناشري جيل التسعينيات في مصر. فقد أسس هاشم الدار في أواخر ذلك العقد بعد مسيرة طويلة في العمل الصحافي والنشري، محولًا “ميريت” إلى منصة أسهمت في إبراز أصوات أدبية جديدة، فيما أصبح مقرها في وسط القاهرة فضاءً مفتوحًا للقاء المثقفين والناشطين.

وُلد محمد هاشم عام 1958 في مدينة طنطا، وارتبط منذ وقت مبكر بالنشاط السياسي، إذ انتمى إلى الحركة الشيوعية المصرية وتعرّض للاعتقال خلال عهد الرئيس أنور السادات. وفي مرحلة لاحقة، غادر مصر إلى الأردن قبل أن يعود في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ليعمل في دار المحروسة، ثم يطلق مشروعه الثقافي المستقل.

وتقاطع نشاطه الثقافي مع حضوره الواضح في الأوساط اليسارية إبّان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، حين تحوّلت دار ميريت إلى نقطة تجمع للنقاشات والاحتجاجات، وهو ما أدى إلى تعرضه لملاحقات أمنية وإغلاق الدار أكثر من مرة.

لكن مقابل نشاطه الثقافي داخل الأوساط اليسارية، طغت على سيرة الراحل في سنواته الأخيرة قضية التحرش التي فجّرت جدلاً واسعاً. حيث أُلقي القبض عليه، منتصف 2020، تنفيذاً لقرار ضبط وإحضار صادر بشأنه من النيابة العامة، بدعوى اتهامه بالتحرش، فيما تقدّمت الشاعرة آلاء حسنين ببلاغ رسمي ضدّه. احتُجز هاشم حينها لفترة بناءً على البلاغ النيابي، قبل أن تُصدر محكمة عابدين الجزئية حكماً ببراءته، ما أثار ردات فعل غاضبة لدى حقوقيين وناشطات نسويات رأوا في حيثيات الحُكم انحيازاً ضدّ النساء

قد يعجبك ايضا