الفنان الطلاع.. أيقونة “فن الكاليغرافي” في غزة
فن الرسوم بالحروف
غزة/ حمزة مشتهى
لم يستسلم الفنان الفلسطيني يزيد الطلاع 28 عاماً لندرة المحتوى التعليمي، وتجارب المتخصصين في مجال فن الكاليغرافي (فن الرسوم بالحروف العربية) ليصبح خلال سنوات بجهد ذاتي، أيقونة هذا الفن في قطاع غزة.
أبرز ما واجه الطلاع من معيقات، عدم توفر محتوى تعليمي عبر الانترنت، وكذلك فنانين للاستفادة من تجاربهم، ما دفعه لخوض الطريق لوحده والتعلم الذاتي والتجربة.
ودرس الطلاع الذي يسكن مخيم المغازي وسط قطاع غزة، في قسم الديكور بجامعة الأقصى، لشغفه وحبه منذ الصغر بالرسم والكتابة والخطوط.
ويُعرف “فن الكاليغرافي” بأنه فن الرسوم بالحروف حيث يتم تغيير شكل وأجزاء الحرف بشكل فني جميل دون وجود قواعد معينة في العمل.
ويقول الطلاع إنه واجه صعاب عديدة خلال دراسته الجامعية وما بعدها، أبرزها عدم توفر أدوات العمل والمواد الخام بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ العام 2007.
ويمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول العديد من السلع ضمن ما يعرف بـ”قوائم الممنوعات” عبر معبر كرم أبو سالم المفتوح الوحيد جزئياً لدخول السلع والبضائع.
لكن الطلاع تجاوز نقص الإمكانيات أو ارتفاع ثمنها بصنعها من الأدوات المتاحة لديه، حيث يفتخر بأنه يستطيع تسخير أي أداة أمامه لتساعده في هذا الفن.
ومن الأمثلة على ذلك- حسب الطلاع – أنه لعدم توفر البوص الخاص بالخط العربي، صنعها من أشياء بديلة، مثل الأعواد الخاصة بالمثلجات، وأعواد الشواء، وأدوات الطهي الخشبية، حيث اكتشف أنها مصنوعة من خشب البامبو، وأنها تعطي نتائج جيدة.
ويقول “هناك أحبار خاصة بعمله لكنه كان يستبدلها بأنواع حبر سعرها قليل، وكانت تعطي جودة مميزة”.
وتُشكل عائلة الطلاع (والديه وزوجته)، مصدر فخر للفنان الطلاع، حيث وفرا له كل سبل الدعم منذ موهبته وحتى بداية انطلاقته، رغم أنه كان يمارس فناً نادراً ولم يكونوا مدركين أين سيصل به.
ويستذكر موقفا حدث مع زوجته، حيث اضطر في يوم لترك البيت للضرورة وترك لوحة لم يكمل رسمها رغم وعده لأصحابها بتسليمها خلال ساعات، وحين عاد وجد زوجته قد أكملت اللوحة رغم أنها غير متخصصة ولم يدربها على شيء من قبل.
ويقول “لم تكن كما أريد لكن اللوحة كانت جميلة جداً، والأجمل هو أن الحادثة شكلت دافعا كبيرا لي للاستمرار والعمل والتطور”.
ويؤكد الفنان الطلاع أنه أصبح يجني المال من وراء هذا الفن، رغم أن بداياته كانت موهبة ورغبة في تطوير نفسه وفنه لإيمانه العميق به.
وعن سبب تميز الطلاع يقول ” أكثر شيء ساعدني بالانتشار وتطوير نفسي، أني ركزت على جانب واحد رغم أني متقن لأكثر من جانب، فقد كنت محددًا لهدفي ووضعت كل تركيزي في هذا المجال”.
واستطاع الفنان الطلاع الدمج بين موهبته ودراسته في الديكور، حيث تمكن من صنع قطع أثاث دمج فيها ما بين الخط والديكور.
ويتمنى الفنان الطلاع أن ينشر فنه في العالم، ويوصل من خلاله اللغة العربية “لغة القرآن الكريم”، والقضية الفلسطينية”.
ويحرم الحصار وإغلاق المعابر عشرات الفنانين في غزة من المشاركة في مسابقات دولية، وتعرضت عدة مقرات فنية للقصف فيما أغلقت العديد من المراكز الفنية والثقافية بفعل العدوان وآثار الحصار.
الرابط المختصر https://tulipnews.net/?p=10504